آلاف البريطانيين يشكلون طوقا بشريا حول البرلمان لوقف تصدير السلاح للاحتلال

في مشهد مهيب يغمره اللون الأحمر، احتشد أكثر من 10 آلاف متظاهر اليوم أمام مقر البرلمان البريطاني في العاصمة لندن، وشارك في جزء منها 30 نائبا في البرلمان يتقدمهم جيرمي كوربين وجون ماكدونال وأيوب خان وشوكت آدم، استجابة لدعوة أطلقتها كبرى المنظمات التضامنية في البلاد، تحت شعار “خط أحمر لأجل فلسطين: حظر السلاح وفرض العقوبات الآن”.
وجاءت هذه الوقفة الحاشدة بدعوة من المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، وحملة التضامن مع فلسطين، وائتلاف أوقفوا الحرب، وأصدقاء الأقصى، والحملة البريطانية لنزع السلاح النووي، والرابطة الإسلامية في بريطانيا، حيث دعا المنظمون المشاركين لارتداء الأحمر وتشكيل طوق بشري يلف مبنى البرلمان، في رسالة رمزية تعبّر عن تجاوز الحكومة البريطانية للخطوط الحمراء بصمتها عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
ورُفعت خلال الوقفة شعارات ولافتات تطالب الحكومة البريطانية باتخاذ موقف حازم، في وقت تُسجل فيه غزة أرقامًا مفزعة من الضحايا، حيث قُتل أكثر من 54 ألف فلسطيني منذ بدء العدوان في أكتوبر 2023، من بينهم ما يزيد عن 15 ألف طفل، وفقاً لما أعلنه المنظمون. وقد شهد يوم أمس فقط استشهاد 27 مدنيًا أثناء انتظارهم للحصول على الطعام في مدينة رفح جنوب القطاع.
المطالب المرفوعة في المظاهرة شملت:
- فرض حظر شامل على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل
- تطبيق عقوبات فورية على حكومة الاحتلال بسبب جرائم الحرب والإبادة
- استئناف دعم المملكة المتحدة لوكالة “الأونروا”
- دعم التحقيقات الجارية في المحكمة الجنائية الدولية
- الدعوة إلى وقف إطلاق نار فوري ودائم
وفي كلمات ألقاها عدد من النشطاء والشخصيات الدينية والمجتمعية، شدد المتحدثون على أن السكوت في هذا التوقيت التاريخي هو خيانة أخلاقية، وأن البرلمان البريطاني لم يعد بإمكانه التنصل من مسؤوليته السياسية والإنسانية تجاه المأساة في غزة.
وقد تميزت المظاهرة بحضور كثيف ومشهد بصري لافت، حيث اصطف المشاركون باللون الأحمر، وارتفعت الأعلام الفلسطينية والهتافات المطالبة بالعدالة ووقف الإبادة الجماعية، في مشهد جسّد وحدة الموقف الشعبي ووضوح الرسالة: “كفى صمتًا”.
وتزامنت المظاهرة مع تصريحات لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الذي أقر بأن “الوضع في غزة يزداد سوءًا يومًا بعد يوم”، إلا أن تلك الكلمات لم تقترن حتى الآن بأي خطوات عملية، ما اعتبره المنظمون مجرد محاولة لاحتواء الغضب الشعبي دون تغيير فعلي في السياسات.
ترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن هذه الوقفة الحاشدة تمثل صرخة شعبية لا يمكن تجاهلها، وتجسّد التحول المتسارع في المزاج العام البريطاني تجاه العدوان على غزة. وتشدد المنصة على أن استمرار الحراك الشعبي بهذه القوة والوضوح كفيل بأن يفرض تغييرًا ملموسًا في مواقف الحكومة البريطانية، خاصة إذا تواصل الضغط الإعلامي والسياسي بوتيرة متصاعدة. فالتاريخ لا يرحم الصامتين، ولا ينسى من وقف في وجه الظلم.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇